دلالات عودة اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك إلى محافظة حضرموت

تم النشر في April 22, 2025

بقلم/ محمد بافقير - مدير إدارة الأبحاث والدراسات بمنظمة سائس

في ظل تصاعد التوترات السياسية :
شهدت محافظة حضرموت، يوم الجمعة الموافق 18 أبريل 2025م، حدثًا سياسيًا لافتًا تمثل في عودة اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك – نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي – إلى المحافظة، وذلك في توقيت بالغ الحساسية، تتسارع فيه وتيرة التوترات السياسية بين المكونات الحضرمية وفي مقدمتها حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع من جهة، وبين مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية والسلطة المحلية ممثلة بمحافظ محافظة حضرموت من جهة أخرى، نتيجة مطالبات حقوقية وسياسية وشعبية متصاعدة انطلقت في 13 يوليو 2024م ومستمرة لليوم.
تمثل عودة اللواء بن بريك إلى حضرموت محطة محورية لما له من حضور سياسي في المشهد المحلي، حيث يُعَوَّل عليه في لعب دور وسطي لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتباينة داخل المحافظة، خصوصًا بعد أن بلغت حدة الخطاب السياسي ذروتها بين مؤيدي مؤتمر حضرموت الجامع وحلف القبائل من جهة، ومؤيدي المجلس الانتقالي الجنوبي والسلطة المحلية بحضرموت من جهة أخرى، في أعقاب زيارة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي – ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي – اللواء عيدروس الزبيدي إلى مدينة المكلا في مارس الماضي، والتي ألقى خلالها خطابًا كاشفًا لحجم التباينات بين رؤية المجلس الانتقالي ومطالب المكونات الحضرمية ممثلة بالحلف والجامع، معترفًا ضمنيًا بصعوبة تحقيق اختراق سياسي حقيقي نحو توحيد الرؤى وفق رؤية المجلس الانتقالي .
اللافت أن هذه الخلافات كان بالإمكان تجاوزها في وقت مبكر، خاصة بعد المبادرة التي أطلقها مؤتمر حضرموت الجامع بالدعوة إلى لقاء مباشر مع القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بالمحافظة، بهدف تدارس الأوضاع ووضع رؤية موحدة لمعالجة التحديات التي تمر بها حضرموت. وقد انعقد اللقاء بالفعل بين ممثلين عن الجامع، هم القاضي أكرم نصيب العامري والدكتور عبد العزيز صالح جابر، وعن الانتقالي العميد الركن سعيد المحمدي والدكتور حسن صالح الغلام العمودي والأستاذ محمد الحامد. إلا أن اللقاء، الذي لم يحظَ بتغطية إعلامية، لم يُفضِ إلى نتائج ملموسة، لأسباب معقدة تتعلق بطبيعة المرحلة وظروف الأطراف.
في هذا السياق، تكتسب عودة اللواء بن بريك أهمية مضاعفة، ليس فقط لدوره السياسي، بل لما يحظى به من تقدير واحترام بين مختلف القوى والمكونات الحضرمية، وكونه أحد أبرز الداعمين لانعقاد مؤتمر حضرموت الجامع في 2017، والذي يُعَد أحد أبرز الإنجازات السياسية لأبناء حضرموت في العقود الأخيرة.
إن عودة اللواء بن بريك في هذا الظرف بالذات تفتح نافذة جديدة لإعادة ضبط إيقاع العلاقة بين المكونات الحضرمية وفي مقدمتهم حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع والمجلس الانتقالي الجنوبي، بما يسهم في تهدئة الخطاب الإعلامي والسياسي، ويعيد الزخم لجهود الحوار والتقارب. ولعل الأهم في هذه المرحلة، هو التأكيد على أن الحوار هو السبيل الأوحد لتجاوز حالة الاستقطاب الحادة، وحماية النسيج المجتمعي، وتحقيق تطلعات أبناء حضرموت وتقرير مصيرهم السياسي ضمن إطار جامع يراعي مصالح الجميع ويؤسس لمستقبل آمن ومستقر.

المشاركة عبر: